ما زالت تحلم .. بعد كل تلك السنوات و بعد كل ما لاقته ُ من خيبات
ما زالت تمر على نفس المكان .. كل ليلة .. رغم َ ما يحمله ُ من ذكريات حزينة
تتعجب كيف لاي شخص ان ينسى منزل طفولته .. منزل تربى فيه و كبر معه حبه .. منزل لا يمكن ان يغيب عن باله اي جزء من تفاصيله .. اللوحات القديمة المعلّقة .. ورق الحائط المهترء .. التمثال الخشبي الذي كانت تتمنى ان تعرف ما يُخبىء تحته ..
هي تعرف ان الذكريات ليست بحاجه لورق و قلم لتدوينها .. فهي تُحفر في الذاكرة بحلوها و مُرّها .. تُولد عند كل محاولة جديدة للحُب .. للنجاح .. للسعادة .. و عند كل لحظة حزن او فراق ..
لا زالت تحمل ذات َ المشاعر عند اول خطوة تخطوها لذلك المكان .. فهنا قد ولدت اول قصة حب عاشتها و هنا دُفنت القصة بلا عودة ..
تجهل سر الدموع التي تنهمر عند اول محاولة للكتابة بلا توقف .. تجهل سر الحياة و كيف تتعاقب ايامها بوتيرة متشابهة و اماكن مختلفة
ما زالت تجهل الكثير الكثير .. و لا تجد رغبة في اي شيء .. سوى الذكريات ..