بسم الله الرحمن الرحيم
ملايين الأحداث تتحرك وتنشأ في الثانيه!.
سبحان من يُحرِّك الأقدار، ترى الآف الأحداث والمواقف في دوله واحده بيوت تضحك وبيوت تحترق ويفزع أهلها، اشخاص هنا يلعبون، وهناك يتقاتلون، موت هنا وحياه هناك، خاطب يفرح بلقاء خطيبته، وأخ يحضن اخاه قبل دفنه، و فقراء يبحثون عن لقمة، واغنياء يبحثون عن متعه. وربنا يحصي كل شيء ويعلم كل شيء حتى الحبّة والذرّه ( وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين)
انطر ملايين الأحداث تنشأ في لحظه واحده!، هذه في الظواهر واما البواطن فأشد تفجرا وأشد تعقيدا، أفكار وخطط تنشأ ومشاعر مثل امواج البحر لا تهدأ.
نحن نعجز عن ان نحيط بحيٍّ واحد فكيف بمدينه فكيف بدوله فكيف بالعالم!، (الحمدلله رب العالمين) (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون) (له ملك السماوات والأرض).
ولا ننسى آيات باهرات من تحريك الرياح وتسخير السحاب وحركته ونزول المطر وبركته في انبات الزروع والثمار، بحار مظلمه مخيفه غريقه وكواكب مضيئه عاليه مهيبة، نجوم تسقط وتتفجر وعالم لا يتوقف عن الحركه.
ومن تأمل في نفسه وحدها وجد ما يدعوا لحمد الله، مئات الأفكار تدور في الذهن في دقائق قليله وعشرات المشاعر تمر بالنفس من احزان وافراح، واحساس بالذل واحساس بالعز في يوم واحد!، تقلبات عجيبه وتغيرات تدعوا للتفكُّر والدعاء، وفي الحديث ( إنَّ قلوبَ بَني آدمَ كلَّها بينَ إصبَعينِ من أصابعِ الرَّحمنِ كقَلبِ واحِدٍ . يصرِفُهُ حيثُ يشاءُ ، ثمَّ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : اللَّهمَّ مُصرِّفَ القلوبِ صرِّف قلوبَنا على طاعتِكَ) صحيح مسلم
وعالم يمر بفتن كقطع الليل المظلم والكل يتعرض لها ولا سبيل للخلاص منها الا بالإقبال على ذكره ودعائه جلّ وعلا لايرد السائلين ولا يطرد اللاجئين.
حق لنا ان نتسائل ان كان هذا كله عِلم قليل فماذا أعدّ الله لعباده من الكرامه في جواره في الجنّة العاليه؟!.
لو جمعت كل لحظات سعادتك في عمرك بل وفي الدنيا كلها ما كانت تعدل لحظه واحده في الجنة.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( واللهِ ! ما الدُّنيا في الآخرةِ إلَّا مِثْلُ ما يَجعلُ أحدكُمْ إصبعَهُ هذهِ - وأشارَ يحيى بالسبابةِ - في اليمِّ . فلينظرْ بِمَ يَرجِعُ ؟)صحيح مسلم
وانظر ماذا يقول الإمام ابن القيم، يقول عن نفسه عندما تحدّث عن علمه وعلوم الخلائق جميعهم أمام علم الله يقول: (ولو ذهبنا نذكر ما يطلع عليه أمثالنا من حكمة الله في خلقه وأمره لزاد ذلك على عشرة آلاف موضع مع قصور أذهاننا ونقص عقولنا ومعارفنا وتلاشيها وتلاشي علوم الخلائق جميعهم في علم الله كتلاشي ضوء السراج في عين الشمس وهذا تقريب وإلا فالأمر فوق ذلك)
فإذا رآك الشيطان حلقت في سماء الطاعه، واستطاع ان يرميك بسهم، فأغرقك في بحر المعصيه،
عد الى الله ولا تمل ولا تكل من التوبه الى ان يأتي أمر الله،
والغايه تستحق والشرف المرور على الصراط بسرعة البرق او فضل المرور بسرعة الريح او الطير فالسباق السباق
"فسرعة مرور الناس على الصراط وحالهم في ذلك فيكون بحسب أعمالهم، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يمر أولكم كالبرق،
ثم كمر الريح، ثم كمر الطير وشد الرجال،
تجري بهم أعمالهم،
ونبيكم قائم على الصراط يقول: رب سلم سلم حتى تعجز أعمال العباد حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفا.رواه مسلم."
وصلى الله على نبينا محمد البشير النذير،
المبعوث رحمة للعالمين، "لا منة علينا لأحد -بعد الله- مثل ما لهذا النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم-، إذ هدانا الله به إلى الصراط المستقيم، ووقانا من حر نار الجحيم ."