طلب رجل من ابنه أن يذهب ويبحث عن عمل ليقتات منه، فاستجاب الابن لطلب والده فذهب ولم تمضِ الا ساعات حتى عاد فسأله والده : لماذا رجعت ؟
فقال الابن : يا أبي جلست تحت شجرة فإذ بغراب منهك مريض موشك على الموت، فسألت كيف لهذا أن يقتات ؟ وأضاف شارحاً : وفجأة جاء أسد بغنيمة كبيرة أكل منها ما أراد، فذهب وبقي بعض الفتات بعد أن أنهى وشبع, فذهب الغراب وأكل من هذا الفتات فعلمت أن الرزق مضمون فرجعت .
فقال الأب : ألا تحب أن تكون أسدا يقتات الناس من فضله بدلاً من أن تكون غراباً يتفضل عليه الناس .
يقول عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه : لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق ويقول : اللهم ارزقني فقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة .
وقال تعالى : {هو الذي جعل لكم الارض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه}
وقال تعالى : {فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله}
هاتان الايتان تتحدثان عن أمر الهي وهو السعي في طلب الرزق, و يقول النبي صلى الله عليه وسلم : اليد العليا خير من اليد السفلى ولأن يأخذ أحدكم حبله فيذهب فيحتطب، خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه .
فكن انت الاسد الذي يأتى للناس بالخير و يفيد الاخرين وتوكل على الله و اجتهد في طلب الرزق، واسأله رزقا حلالا مباركا فيه .