نعلم جميعاً أن مدينة هيروشيما اليابانية هي أول مدينة ضربت بالسلاح النووي (القنبلة الذرية) وقد حل بها من الدمار مالا يخطر على بال .
وإلي هذه المدينة سننطلق في رحلة عبر الزمان والمكان ، سنكون في هيروشيما قبل الإنفجار بلحظات وسنشهد لحظات الإنفجار وما تلاها من دمار ثم بعد ذلك نعود سريعاً لكن ليس إلي حيث نكون !!؟ بل إلي مدينة هيروشيما اليوم وماهي الحال التي هي عليها .
السادس عشر من أغسطس عام 1945 م وفي صباح مشرق جميل أطل على مدينة هيروشيما اليابانية دبت الحركة في هذه المدينة الحيوية ، امتلاءت الشوارع بالمارة والطرق بالسيارات وسمع هيدر المصانع ، ودوى أزيز الطلاب كدوي النحل في مدارسهم المنتشرة في المدينة .
وفي تمام الساعة الثامنة صباحاً رصدت إحدى محطات الرادار في المدينة ثلاث طائرات أمريكية تقترب ، وأبلغ القيادة العسكرية المركزية ، والتي قررت عدم اعتراضها باعتبارها طائرات استطلاعية لا تشكل أي خطر ، والسبب الأهم لتوفير الوقود والذي كانت القوات اليابانية تعاني من نقصه .
وكانت الطائرة الوسطى بين تلك الطائرات تحمل أخطر سلاح عرفته البشرية القنبلة الذرية وكان الأسم الرمزي الذي أطلقه الأمريكيون على القنبلة “الولد الصغير” .
كان سكان مدينة هيروشيما في ذلك الوقت (380000) ثلاث مائة وثمانون ألف نسمه . وما أن توسطت الطائرات الأمريكية المدينة حتى ألقت القنبلة الذرية من ارتفاع 2440 م (8000) قدم وتم تفجير القنبلة قبل أن تصل الأرض بـ 600 متر .
وفجأة وبدون سابق انذار وقع انفجار لم يتخيله اليابانيون حتى في أبشع كوابيسهم انفجار هائل صاحبه وميض حارق أعمى الأبصار وشوى الأجساد وسحقت المباني ووصلت الحرارة في مركز إنفجار القنبلة إلي مليون درجة مئوية وتكونت سحابة فطر هائلة من الغبار الذري بطول خمسة عشر كيلومتر وبارتفاع خمسة كيلو متر ، وفي ثواني الأنفجار الأولى قتل 80000 ثمانون ألف ياباني ما يعادل 30% من سكان المدينة كما قتل 70000 سبعون ألف آخرون بعد ساعات نتيجة للآثار الإشعاعية ، والغبار الذري ، كما قتل الأنفجار 90% من الأطباء ، و93% من الممرضين في مدينة هيروشيما ، ناهيك تحول مئات المواطنين إلي مسوخ بشرية .
وتحولت المدينة في ثواني من إحدى حواضر العالم إلي مدينة أشباح مخيفة ، إلي أطلال وأثار مخيفة مليئة بآلاف الجثث المتفحمة والمشوهة ،و تحولت إلي أرض لا يمكن حتى للنباتات العيش فيها .
والآن لنبدء رحلة العودة من هيروشيما 1945 إلي هيروشيما 2013 م بالرغم من سنوات البؤس والشقاء إلا أنها عادت كحاضرة من حواضر اليابان ، بل من حواضر العالم ولتأكيد ذلك سنذهب مباشرة إلي مركز انفجار القنبلة جسر أيووي
فكما نلاحظ رجع هذا الجسر الشهير القلب النابض للمدينة التي ازداد جمالها ، أصبحت هيروشيما اليوم مدينة النهضة ، مدينة التاريخ ، مدينة الصمود
من يزور هيروشيما اليوم سيدهشه ما يرى من مباني و غابات و ناطحات السحاب ، قطع متناثرة من الحدائق الغناء ، مرافق عامة في أعلى درجات الرقي ، مصانع ومدارس ، متاحف معالم ، علوم وفنون