انا لله وان اليه راجعون قد توفي البر والصلة
لاتعجبوا أخواتي لقد توفي البر بالوالدين وانتشر مكانه العقوق
وتوفيت صلة الارحام وأصبحت الأرحام مقطعه
فلو دخلنا إلي المحاكم لوجدنا أكثر القضايا بين الأخوة للاسف الشديد هذا من واقع الحياة
اذهبي الي اي محكمة واحضري الجلسات او اطلعي علي القضايا
ستشعرين بالعجب سترين الأخ أمام أخية يقاضيه
يقاضية لكذا , وكذا , وكذا كلها اسباب ليس لها وجود ليست دوافع تحتم عليه الوقوف أمام اخية وقطع صلة ورحمه
ولكن السبب الحقيقي هو الجحود والكره الذي ولد في قلبه بسبب ضياع الدين من حياته
فقد وجد أخية يملك أكثر منه ونسي ان الرزق بيد الله فبات يحقد علي أخيه
ويتمني له ان تحل عليه مصائب الدنيا جميعها حتي لا يكون أفضل منه نسي قول الرسول صلي الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتي يحب لاخيه كما يحب لنفسه )
ونسي ان صلة الرحم سبب للبركة في الرزق والعمر
عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
[ من أحب أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره ، فليصل رحمه ] . رواه البخاري
ونسي أيضا انها سبب لدخول الجنة
فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : [ يأيها الناس أفشوا السلام أطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام ] رواه أحمد والترمذي وابن ماجه
حبيباتي هل تعلموا ماهي صلة الرحم
الصلة الحقيقية أن تصل من قطعك :
المرء إذا زاره قريبه فرد له زيارته ليس بالواصل ، لأنه يـكافئ الزيارة بمثـلها ، وكذلك إذا ساعده في أمر وسعى له في شأن ، أو قضى له حاجه فردّ له ذلك يمثله لم يكن واصلاً بل هو مكافئ ، فالواصل حقاً هو الذي يصل من يقطعه ، ويزور من يجفوه ويحسن إلى من أساء إليه من هؤلاء الأقارب .
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [ ليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها ]. رواه البخاري .
واسفاه لقد مات بر الوالدين وانتشر العقوق انها لمصيبة كبري يغفل عنها فاعلها
فهذه القصة لو ما رأيتها امام عيني ما صدقتها
انه ابن عاق لوالدته ذهب الي الشرطة هو وزوجته واتهم امه بالسرقه وضرب زوجته
والعجيب في الأمر ان والدته التي تفوق الثمانين عاماً عجوز جداً وكتفها عائق عن الحركة
فلا تستطيع حتي ارتداْ ملابسها
وبالفعل قدم الابن البلاغ ضدد امه للشرطه وتحول بعد ذلك الي قضية ورفعت للقضاء للنظر فيها
وارسلت المحكمة لوالدته العجوز حتي تحضر الجلسة (لا حول ولا قوة الا بالله فما أحساس الام التي حملت ووضعت
وسهرت وربت في هذه اللحظه ) سلمت الأم أمرها لله وقررت الذهاب الي المحكمة لتحكي للقاضي القصة
وقبل الجلسة بأيام ارسل الابن الي أمه بأنه قد تنازل عن القضيه حتي لا تذهب الي المحكمة
صدقت الام ولم تذهب ( ولكنه كان أمكر من ذلك فقد كذب عليها قصة تنازله ولكنه أرسل اليها بذلك الخبر
خوفاَ من أن يراها القاضي ويري عجزها ويبرأها من هذه الاتهامات التي نسبت إليها)
وفي الحقيقة هو لم يتنازل وحكم القاضي علي الأم بالسجن لمدة شهر
للاسف الشديد هذا من واقع الحياة الآن
ومن العقوق أن يدعهما من غير معيلٍ لهما، فيدعهما يتكففان الناس ويسألانهم.
ومن العقوق أن يقدم غيرهما عليهما، كأن يقدم صديقه أو زوجته أو حتى نفسه.
ومن العقوق أن يناديهما باسمهما مجرداً إذا أشعر ذلك بالتنقص لهما وعدماحترامهما وتوقيرهما. وغير ذلك.
فقد وصانا الله في كتابه العزيز وحثنا في الكثير من آياته علي البر بالوالدين والأحسان إليهم وحذر تحذير شديدا من مجرد التلفظ حتي بكلمة أوف او الضجر منهم والدعاء لهم بالرحمة
قال الله تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدينإحساناً} [النساء: 36]،
وقال تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه حسناً} [العنكبوت:
8]. وقال تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أُمُّهُوهناً على وهنٍ وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير} [لقمان: 14].
قال تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناًإمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفّ ولا تنهرهما وقل لهماقولاً كريماً (23) واخفض لهما جناح الذّلّ من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربيانيصغيرا}[الإسراء: 23، 24].
وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ثلاثة لا ينظرالله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، و المترجلة المتشبهة بالرجال،والديوث. وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والمدمن الخمر، والمنّان بما أعطى" [رواه النسائي وأحمد والحاكم].
وما أروع من قصة عبدالله بن مسعود مع والدته
( أما عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقد طلبت والدته في إحدى الليالي ماء، فذهبليجيء بالماء، فلما جاء وجدها نائمة، فوقف بالماء عند رأسها حتى الصباح، فلم يوقظهاخشية إزعاجها، ولم يذهب خشية أن تستيقظ فتطلب الماء فلا تجده.)
ولبر السلف صور عديدة، ومواقف كثيرة يطول ذكرها، والمقصود الإشارة إلى نماذج منبرهم.
ولو نظرنا في أحوالنا لوجدنا التقصير الشديد في بر آبائنا وأمهاتنا،ولربما وقع من البعض العقوق، نسأل الله العفو والسلامة.
وفي النهاية ارجو من كل من هو قاطع رحمة او مقصر في حق والديه ان يعود سريعاً ويصل رحمه ويبر والديه فمهما اعطيناهما لم نوفيهم
حبيباتي فلنعد سريعاً ونصحح أخطائنا فالدنيا لا تساوي ولا نا خذ منها سوي اعمالاً نحصدها في الاخرة