حمــــ حيآتـي أرقى بلآ كـــذب ــــلـة

أكثرنا الكلام ، وغمرتنا الثرثرة ، فتنوعت ما بين مجاملات وخداعات ! ،

بل شتى من مشاكل

لا ترحم بيتا إلا وخربته ! ولا زواجا إلا وعطلته ! ولا سعادة

إلا وأتعستها ! ،

فما سبب هذه الفوضى العارمـة؟!

أهلاَ ومرحباً بكم متابعينا الأعزاء أينما حللتم ، أحبتنا لقد وردتنا أنباء بأن ضيفنا قد وصل للاستديو مباشرة من

جزيرة مكسات المحظورة للعادات المنبوذة ،

رحبوا معنا بالسيد كــذب ،

و ما إن دخل السيد كذب حتى علت علامات الاستياء

أوجه الجمهور الكريم ( بووووووووووووووو>< )

- ليس قبل أن يكتشفوا ما في جعبتنا ! ،




- إذا يا سيد كذب هلا عرفتنا عن نفسك قليلاً ؟ ! ،




- في الواقع من لا يعرفني فأنا صرت على ألسنتكم كالماء ولا يستغنى


عني كالهواء،

بل أنا السلاح الفعال لكل جبان و صعيف إيمانٍ و أنا الحل الأنسب

للتهرب من مشكلات الحياة و أعمالها ! ،

هه ، من منكم اليوم أيها البشريين ذوي الأنفس الضعيفة

لا يلجأ إليّ وقت الشدة بل وفي الرخاء ؟!

-واااو يبدو أن موضوعنا قد يطول بعض الشيء !

إذا يا سيد كذب كم عمرك ؟

-اممم سؤال لم أفكر في إجابته لكن أنا باق ما بقيت الإنسانية !

- حسنا ،

نحن إلى الآن لم نعرف والدك الحقيقي ، فهلا أخبرتنا عنه؟

- حسناً إن أبي العزيز دربني وعلمني لأكون خليفته حينما يحين الوقت ،

فوالدي أيها البشري هو من تسميه عدوكَ الأول و الأخير إنه إبليس !

رفيقة + الجمهور الثائر : لعنه الله ،

بينما السيد كـذب " يضحك ضحكته شريرة "

صـدى : رفيقة إهدئي ! ، لنكمل ! ، أيها السيـد كذب كيف لك أن تؤمّن غذاءك

و تبقـى ما بقيت الإنسانية كما أدعيت . . ؟

- في الواقع أصحاب النفوس الضعيفة هم مصدر رزقي في النمو ،

فالشخص يبدأ بكذبة " بيضاء " صغييييرة ثم يعجبه الأمر ! و تتسهل

أمور كثيرة في حياته !

ويكرر فعلته حتى يصير كذاباً ! ، و يالفخر والدي بـيَ ! .

- رفيقة ألا يذكرك هذا بحديث ما ؟

- بلى إنه يذكرني بقوله صلى الله عليه وسلم

( إن الصدق بر وإن البر يهدى إلى الجنة وإن العبد ليتحرى الصدق

حتى يكتب عند الله صديقا وإن الكذب فجور و إن الفجور يهدى

إلى النار وإن العبد ليتحرى الكذب حتى يكتب كذابا )

هدانا الله جميعًا ! ، حسنًا شكرًا يا سيد كذب على موافقتك لاستضافتك

الليلة معنا في برنامجنا هذا ،

و نتمنى لك كذبًا موفقا ونهاية قريبة ،

السيد كـذب : هه سأريكم إن لم أكمل مسيرة نجاحاتي

و أحتلّ العالَم لـن أكـ . . .




صـدى : حسنًا مشاهدينا و مستمعينَا الأفاضـل كما تعودنا بعد كل استضافة لعادة منبوذة ،

أن نتناول جوانبًا عدّة منهـا :

*فقرة السيد كذب في الإسلام * و سنتناول فيها عدّة بنود ف

هل خطر ببال أحدكم

أنّ المسلم لا يحاسب على كذبةٍ كذبها ؟ و لكن بشروطٍ طبعًا !

وسننتقل بعدها إلى فقرَة * الكذب في الديانات الأخرى كـ " المسيحية " ،

فهل كان حكمها كـحكم الإسلام محرم أم ماذا ؟

و ما هي الأسباب لانتشار هذه العادة في عصرنا الحديث ؟

و هل يعقل أن تكون هناك نتائج إيجابية للكذب ؟

بعد ذلك سنتوقّف مع فقرة " عبرة في قصّة " ،

و سننهي برنامجنا بإعلان الحرب على السيد كذب و أعوانه !

وماهي الأدوات التي يجب يأن نتسلح بها ؟ ،

و غيرها من المفاجآت

رفيقة : ياله من شخص مزعج ! آه وددت لو أنني حطمت رأسه ذلك المتغطرس ،

قال سأحتل العالم قال ، هه هزلت !

صـدى : ههه رفيقة فلتهدئي أرجوكِ أرعبتي الجمهور ! ^^"

حسنًا فلنبدأ بفقرتنا الأولـى ,




كما نعلم سابقًا أنّ الكذب هو الإخبار عن أمرٍ ما و هو لم يحدث،

وهي صفة يجب على كل مسلم أن يتجنبها او على الأقل يقلل منها

ليضمن مكانه في الجنة

وكذلك فهو خصلة من خصال المنافقين كما ورد عن نبينا الكريم

محمد صلى الله عليه وسلم ( أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا،

ومن كانت فيه خلة منهم كانت فيه خلة من النفاق حتى يدعها:

إذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر ) .

- و ماذا عن الكذب في المزاح ؟ كقول النكت و غيرها !

لقد توعد النبي بالويل لمن يكذب في مزحه فقال عليه الصلاة والسلام

(ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويلله ثم ويل له) رواه الترمذي وأبوداود

و قال ابن مسعود رضي الله عنه : (لا يصلح الكذب في هزل ولا جد) ،

وهذه مع الأسف انتشرت بكثرة خصوصا في رسائل الجوالات والبريد الالكتروني

و يزداد اثم الكذب تعظيما إذا كان المقصد من وراءه انتشار الفساد بين الناس..

للكذب أنواع منها:

1ـ الكذب على الله تعالى

قال تعالى : (وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) .

وقال تعالى : ( إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون ) .

للأسف بعض الناس يحاولون تفسير الآيات على هواهم ولا يرجعون لأهل العلم..

وهذا نوع من الكذب على الله

2ـ الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم ،

ويا له من ذنب عظيم فعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال

قال صلى الله عليه وسلم : (إن كذباً عليّ ليس كذب على أحد ،

فمن كذب عليّ متعمداً فليتبوّأ مقعده من النار) .




يحرم الإسلام الكذب، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ)

سورة غافر: 28

وقول الله تعالى في سورة الحج:30 (وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ)،

والزور هي شهادة تعتبر من أكبر وأعظم الكبائر حيث ورد عن نبينا الكريم

محمد صلى الله عليه وسلم( لا أنبئكم بأكبر الكبائر، قلنا:

بلى يا رسول الله، قال: الإشراك

بالله، وعقوق الوالدين ، " وكان متكئاً فجلس " فقال: ( ألا وقول الزور،

ألا وشهادة الزور، فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت))

وكان الكذب هو أبغض الأخلاق إلى رسول الإسلام

محمدصلى الله عليه وسلم،

فعن ‏عائشة بنت أبي بكر ‏(ما كان خلق أبغض إلى النبي

محمد صلى الله عليه وسلم ‏

من الكذب ولقد كان الرجل يحدث عند النبي ‏بالكذبة فما يزال في نفسه

حتى يعلم أنه قد أحدث منها توبة)



و لكن ماذا لو اضطر الإنسان لأن يكذب ؟ فهل سيحاسب !

لقد أباح الإسلام الكذب في ثلاث حالات فقط وهي :

* الكذب للإصلاح بين المتخاصمين

* الكذب على الأعداء في الحروب

* الكذب لإرضاء الزوجة

والدليل على ذلك قول أم كلثوم بنت عقبة

(ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم‏‏ يرخص

في شيء من الكذب إلا في ثلاث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

‏ ‏لا أعده كاذبا الرجل يصلح بين الناس يقول القول ولا يريد به إلا

الإصلاح والرجل يقول في الحرب والرجل يحدث امرأته والمرأة تحدث زوجها) .



الكذب سوا في الديانتين المسيحية واليهودية أو غيرهما يعتبر محرماً،

لأن النفس البشرية مجبولة على محبة من يصدق معها

وهذا دليل على أن الصدق فطرة و الكذب صفة مكتسبة .



فـي الواقِع إنّ انتشار الكـذب بين النّاس ، أصبحَ كانتشار النار في الهشيـم ،

فهم يعتقدون أنه الحلّ الأنسَب لتفادي الكثير من المشكلاتْ .

و أول سبب أرجحه هو الخوف ،فالإنسان حين يخاف لا يدري إلى أي قاع

قد تهوي به لسانه !

للتوضيح بمثال ..عندما تتأخري عن حصة مثلاً وتدخلي إلى الصف

وقد سبقتك المعلمة

فإن أول عذر سيطرأ في فكرك..أنك كنتِ مشغولة بالعمل

عند معلمة أخرى ! و هذا كثيرا ما يحصل في أيامنا ،

ثانياً عدم الأمانة في بلوغ الغاية . عندما تحاولين جاهدة الحصول

على شيء ما ، كعمل

فإنك قد تلجأين إلى تلفيق بعض القصص الخرافية لتقنعي من

تحاولي العمل لديه بأنك أهل لهذا المنصب ! ،

ثالثا التبرؤ والهرب من المسؤلية ، كأن يطلب منكِ تنظيف الغرفة

أو أي عمل منزلي

آخر فتدعين بأن لديكِ إمتحان وأن عليك المذاكرة ،

هناك سبب آخر للكذب ومنتشر بقوة بالذات لدى المراهقين

" إلا من رحم ربي " ،

حيث لديهم الغريزة بـالتباهي فيدعون نسب أعمال ليست لهم ويتناقلونها

بأسمائهم ، والسبب حب الذات وتعظيمها.



و من الأضرار التي تنتج عن الكذب :

1- غضب الله سبحانه وتعالى .

2- تجنب الآخرين له ، وعدم الثقة به .

3-استنفار الناس منه بحيث يظل وحيداً .

4-ينقص الإيمان حيث إن الصدق من الإيمان .




لطالما سمعنا عن مقولة (حبل الكذب قصير)..؟!!

ماذا يعنى بهذا القول..؟!! إليكم قصة قصيرة وجميلة نشرح فيها هذه العبارة

يحكى ذات يوم عن تاجرين خسر أحدهما أمواله ومر بضائقة مالية

فطلب من صديقه أن يقرضه بعض المال..وافق صديقه و أقرضه بعض المال

واتفقا على يوم لسداد الدين وعندما جاء ذلك اليوم طالب المدين صديقه المدان

بحقه فكان صديقه يماطل بالدفع والسداد فكان يقول له

ليس معي عد غدا..وما إلى ذلك من أعذار..حتى وصل به الأمر إلى أن

ينكر أنه استدان..

غضب صديقه وذهب للقاضي وأخبر القاضي بالقضية كاملة..

فطلب القاضي حضور المدعي والمدعى عليه

فسأل المدعى عليه عن الدين لكن المدعى عليه أنكر بل واشتد انكاراً..

فقال القاضي للمدعي:هل هناك شهود عليكما..؟!!

المدعي:لا يا سيدي لقد كنا وحدنا..

فقال القاضي:إذاً اذهب لذلك المكان الذي أدنته فيه واحضر لي منه قليل

من التراب..لأسألها

تعجب المدعي ولكنه لم يعلق بشيء..وذهب بسرعة..

وبعد مضي قليل من الوقت قال القاضي للمدعى عليه..

:هل تظن أنه وصل الآن..؟!!

فرد المدعى عليه: لا فالمكان بعيد..

فقال القاضي : وما أدراك أن المكان بعيد هذا يعني أنه قد داينك

تفاجأ الرجل و لم يدري ما يقول سوا الاعتراف بالحقيقة

و رفع القاضي القضية ..

العبرة من هذه القصة..

أن الكذب والانكار إنما تلاعب في صورة الحقيقة لتشوهها

لكن ما تلبث الحقيقة أن تظهر وتُظهِر الكذاب ذليلا خسئا

وهذا ما نحاول أن نوصله لكم من خلال حملتنا



تختلف قدرات الأفراد في مختلف المجالات حتى الطالح

منها كما الصالح

وعلى إثر بلوغ المرض في قلوب البعض أقصى مراحله

فقد نجد من يؤمن بشكل تام أن إتقان العمل السيء يقتصر

تفاخره على الجزء الأوّل من العنوان وهو الإتقان , بغض النظر

عن الوجهة وكيف أنّها تنحدر بالخلُق للدناءة دون الرفعة

فهل يتباهى المرء بقُبح الصنيع ويتغنّى بالقول السفيه

ليحظى بفرحة خادعة تغدو في سويعات كسراب مُسرّح

فلا هيَ غادرته ولا هو تاب وغادرها ولكن رُصدَت ليكون

عليها شهيد

وهذا ما يجعل من سطور الأحكام ما يقول :

إن قسَم من عُرف بالكذب والفسوُق قسَم لا يبعث للإطمئنان

والتصديق فيكون في هذا الحال التثبّت خطوة ينبغي

للسامع انتهاجها

فالكذب يُضيّع قيمة أقوال المرء ومصداقيّته لدى السامعين

الكذب ينزع الثقة والاطمئنان من قلوب المُصاحبين

الكذب ظلم يحوّر الحقائق ويخفيها عن الناظرين

الكذب غشاوة تحجب صنيع المحسنين ورذيلة تفضح

ستر المسلمين

فلا هيَ قدّمت من خيْر وليْست سبيلاً سوى للطاغين

ولو تأمّلنا قوله صلى الله عليْه وسلّم :"ويل للذي يُحدّث

فيكذب ، ليُضحِك به القوم، ويلٌ له ويلٌ له"

فإذ كان الواد الذي تشكوه جهنّم يلتهم الذي أراد إضحاك

الناس فماذا عن الذي يكذب ليخدع القوم

ماذا عن اللذي يكذب ليُبكي القوم

ماذا عن الذي يكذب ليهلك القوم

!

أعاذنا الله وإيّاكم من الكذب والكاذبين

فما إن سألتهم عن السبب حتى تمتموا جاهلين

أن لهم فيه منفعة وهم في التقدير مخطئين

فألهتهم دنياهم وأعمتهم أهوائهم عن حقوق الآخرين

فهل من أعذار

هل من مبرّرات

هل من عاقلين ؟



تلك الوعود التي أطلقناها بلا رقيب ولا حسيب

إذ أن القول بالفعل ينتمي إلى قبيلة الوعود حتى لو تناهت

في الصِغر والحقارة فتُعد كذبة إن لم يتم الوفاء بها وتحقيقها

فهل تذكرون القصة التي تُليَت عن النبي صلى الله عليه وسلّم

قائلة بأن أمّا نادت طفلها : تعال لأعطيك

فسألها النبي صلى الله عليه وسلّم : وماذا ستعطيه ,

فقالت تمرة -وهذا مايُعادل الحلوى والدرهم في زمننا-

فأفادها الأمين "أما إنَّكِ لو لم تفعلي لكتبت عليك كذبة"

فكم كذبة صنعناها ؟

وكم من مساوئ خلّفناها , فينشئ الكائن منذ صغره

بأن الواعدين لا يُفون بالوعود وأن الأوساط كبر مقتها إذ

أنها تقول مالا تفعل [كبُرَ مقتًا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون]

فلا يمنحك دفء ثقته ولا هو بجاعل قوله ذو مصداقية

في ظل تلقيه للنقيض فينشأ جيل متزعزع ينطق بما

يهوى غيْر مُبالٍ ولا مُحتَسب

فيغيب سِوار المبادئ وتنجلي إنارة القيَم ولا يعود للكلمات

أي ثمن إذ باتت جميعها مُزيّفة , فاذهب بقولك وأنا أذهب

بقولي وكلن في لهوٍ يمرحون

فبلّغهم بأن الكلمة تُعدّ مسؤولية فإذ أنت أنشأتها فراعها ,

وإن شكّلت حروفها فعليك أن تتبّع بلوغها



إذ أن المبالغة في القصّ والحديث والنقل والتخبير يُعد

كذبًا فكم كذبة اقترفناها !

فيزيد صاحبنا في القول ليخرجه عن نطاق الحق كأن يكذب

ليُجمّل كلامه ويضحك مجلسه فيُقبل بهِ

فيختال ويفرح بما لم يكن , فبلغ به السُفه إلى أن يكذب

على نفسه !

والمُبالغ بتهويله للحدث لا يخرج عن نِطاق معانينا

فهو الآخر يهوّل انفعال السامع فيقوده للغضب تارة وللحقد

تارة أخرى

والناقل للحديث إن زاد فيه كلمة أو انقص فيه جملة اعتراضية

أو حتى استئنافية فإنه قد يوصل معنًى مزيّف لمرافئ

المسامع فتلقى السامعين يحومون حول دوائر الشكوك

وقد يقعون في مشكلة إساءة الظنون

وكذا القصة يُحدّث بها الناطق فيزيد كلمة ينقلها السامع ويزيد

كلمة وإلى الجمهور فيزيدون فصولاً

فينتهي الأمر بكُتب اللاحقيقة وتُختَلقُ في أوساطنا لغة

الإشاعة ليَكون فنـًا في أعيُن الخائضين

فما هيَ ؟




هذه الأسلِحة الفاسدة والرخيصة لا يشتريها سوَى

الفقير للحِكمة والضعيف الخالي من قوّة الإيمان

فكان لا بد من تعيين أسبَاب حملها كي تتخلّى عنها كفوف

الكاذبين تحت قناعتهم فيكونوا من التوّابين بإذن رب

العالمين

فالذي يحملها بغيَة تحقيق مصالحه من غِنى في المَال

وسِعة في المؤونة والترفيه , عليْه أن يُدرك أن الثمرة لابد لها من شَجرة , والشجرة لابد لها من أرض ,

والأرض لا تحمِل سواه

بل تطأها أرجل العِباد بما وسعت عددا

فإن زوّر الحقائق ليحصل على مادة دنيويّة فهذه المادّة كانت

حقّ لسوَاه فكان هو منتهكها

أفترضى لحقوقك أن تُنتَهك ...

فلا ضرر ولا ضَرار

۞

أما الذي كذّب ليختال ويفتخر بإيجابيات ادّعى تحقيقها

فإنه خادع لنفسه , فهل الكذب دلالة على التميّز , هل

خِداع الناظرين وغُبن السامعين سِلاح يُفتَخر به

حتى السعادة في القلب لن تكتمل إن كان في

القلب ضُميْر

ومردود هذا الأمر لا ينحصِر على كذب بل أيضًا على صَدق

في الحديث عن محسان الذات

فإن العمَل عائد لما في النيّة فمن كانت نيّته للدنيا كان أجره

في الدنيا

فماذا بقيَ من ذُخر لنهاية سعيدة !

۞

وذاك الذي ردّه ضعف مكيدته وبطلان عقيدته لأن يسفّه

الغالبين له وينعتهم بما لا يكمن فيهم

فيلقى الذين يرضون بالقول الذميم ويخضعون للكذب له

ضاحكين , فلا حدة لسيوف الظالمين

ولا عدة لجموع الخائضين , إذ أن الذي يرضى بالبهتان سيَلقى

ماكان مرتسمًا له في أي زمان

فيحيّه القدّر فما من ضحكة وما من سامعين

فلا عدوان في الدين ولا بهتان

فتذكّر يامن ركبت سفينة الدنيا أنك في رحالك مكلّف بالإحسان

والحفاظ على سريرتك فلا رضا العاملين يُقدم على رضا رب

العالمين

ولا منفعة ثمنها إساءة

ولا لنا في الكذب أي قرين

فإنك إن حصّلت على مُرادك فلا يجب عليك بخس

مّراد الآخرين

وإن استغنيت برزقك فلا يكون في ذلك سرقة لأرزاق

الآخرين

وإن تبذّخت وهلكك الطمَع فلا تنتهك حقُوق الآخرين

[سماعون للكذب أكالون للسحت] فالذي يرضى بالكذب

سيَرضى بما ينتج عن الكذب من محرّمات الأمور

وماهو إلا أقبَح الذنوب

كيف لا وهو لا يهدي إلا للفجور

والسبيل إلى المعاصي والجور

فلا السارق يحقق مُبتغاه إن لم يكذب

ولا الزاني ينتهك حرمات الله إن لم يُخادع

ولا المنافق يتستّر عن مجتمعات المسلمين إن لم يكيد المكائب

فكان للنبي صلى الله عليه وسلم أن ردّ على عبد الله بن

جراد حين سأله قائلا : يا رسول الله ، المؤمن يزني ؟ قال :

قد يكون ذلك . قلت : يا رسول الله ، المؤمن يسرق ؟ قال :

قد يكون ذلك . قال : قلت : يا رسول الله ، المؤمن يكذب ؟ قال

: لا ، قال الله تعالى :

[إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ]

فمن أين يقول الكاذب بأنه من معشر المؤمنين و هل

علِم ما معنى الإيمان !

بل وأي علم ذا الذي يطول عقولاً لا تفقه




نعم

هيَ أقنعِة تستر أوجه الوقائع , هيَ أقنعة قد تنحني ثغورها

بعكس ثغور الملامح

هيّ أقنِعة إن اختفى خلفها ألباب معطّلة كان يجب إنتزاعها

بكفّ القوة هذه المرة

فانظر للكاذب حين يتمتم بالقول فيعيده مرة ويكرره أخرى ,

لا عجَب وهو ليْس من المصدّقين

فانظر إلى الكاذب حين تلزمه حشود الأيْمان والقسم

بكل اللغات والآيات , فبالطبع راحة الصدق ليْست

كخدعة الكذب

وتأمّل حاله وأنت تسأله في تفاصيل روايته فترى الإجابة

لا تحضره

فقد يسعفه اغتيال ضميره في إراحة ملامحه ولكن الغيْب

ليْس بيَده ليبحث عن حقيقة بين قش الكذب

فهيهات أن يبدو اللافطري طبيعي , وإلاما بدت بوادر الاختلاف

بين حين وحين وهذا هو حبل الكذب لا طول له يعينك

ولا أساس له يثبتك

فـ[إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار]

۞

نختتم قولنا باسم الله الرحمن الرحيم

ألَمْ تَرَ إلَى الذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًاغضبَ اللهُ عَلَيْهم مَّا هُم

مِّنكُم وَلا مِنهُم وَيَحلِفُونَ عَلَى الكَذِبِ وَهُم يَعْلَمُون

أعَدّ اللهُ لَهُمْ عَذابًا شَدِيدًا إنَّهم سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُون

اتَّخَذُوا أيْمَانَهُم جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مّهِينٌ

لَن تُغْنِيَ عَنهُم أمْوَالُهُمْ وَلا أوْلادُهُم مّنَ اللهِ شَيْئًا أوْلَئِكَ

أصْحَابُ النّارِ هُم فِيهَا خَالِدُونَ

يوْمَ يَبْعَثُهُم اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَه كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ

أنّهُم عَلَى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُم هُم الكَاذِبُونَ

اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأنسَاهُمْ ذِكْرَ اللهِ أوْلَئِكَ حِزْبُ الشّيْطَانِ أَلا

إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الخَاسِرون



بعد كل ما قيل...عرفنا أن الكذاب إنسان فاشل ضعيف الشخصية،

عاجز عن إدراك حقيقة الأمور وتقبلها، لا يفكر أبدأ ويجد في الكذب ملاذه الذي

يلجأ إليه

وقت الحاجة..

لعله يواري نقاط ضعفه.

من السهولة بمكان قول الكذب فهو لا يتطلب مجهوداً وإنما اتباع الهوى ..

لكن من الصعب أن يكون الإنسان صادقاً دائما..

وكون الصدق صعب لا يعني أن يكون مستحيلاً..لذلك بحثنا في طرق لعلاج

الكذب الفتاك بكل لسان..

1ـ الاستعانة بالله تعالى ، والدعاء أن يخلصه من هذا الذنب .

2ـ الخوف بأن يكتب عند الله في صحائف الكذابين

3ـ مراقبة الذات حيث يستشعر مراقبة الله ، ومراقبة الملائكة عليه،

وأنها تكتب عليه كل صغيرة وكبيرة .

4ـأن يدرك أن الكذب قد يؤدي به إلى مرتبة لا يصدق الناس اقوالها،

وأنه يسقط من أعينهم .

5ـ تصوره أن النجاة الحقيقية في الصدق ، سواء في الدنيا أو في الآخرة ،

وإن ظهر له بادئ الأمر أن النجاة في الكذب .

6ـ أن يتجنب ما يدعوه إلى الكذب ، من ذلك فعل القبيح الذي يدعوه

للاعتذار كاذباً ،

وكثرة المواعيد التي تدعوه للإخلاف ، ومجاراة الأصدقاء الكاذبين .

7-تجنب رفاق السوء فهم دائماً ما يكونون العامل الرئيسي للكذب..

وقبل الختام أود أن أعرض عليكم مجموعة من صور

قمنا بتصميمها لدعم حملتنا...

كما نود منكم إخوتنا دعم حملتنا بنشر الرابط أو وضعه بالتوقيع

مدمج مع إحدى الصور..












وفي الأخير..نتمنى أن تكونوا قد استفدتم من الحملة