في نظريات لا نهاية لها ، يذكر الفيزيائيون عوالم بعيدة جداً موازية لعالمنا تتشابه معه لدرجة التطابق.
لكن ما سنتحدث عنه عالم موازي آخر ، عالم قريب جداً منّا لدرجة أن أفراد الأسرة الواحدة يتوزعون بين دوله .
اكتسبت الشبكات الاجتماعية العديد من خواص الدول وكونت عالم افتراضي يتجاوز عدد سكانه 3.7 مليار ، كما أعيد من خلاله رسم خريطة العالم وتغيير توزيع سكانه .
فقامت إمبراطوريات كبرى يصل تعداد سكانها لمئات الملايين ، و تمايزت شعوب ذلك العالم فكل شعب له خصائص معينه لا يشاركه فيها شعب آخر فعلى سبيل المثال يتميز شعب دولة لينكند باهتمامهم الخاص بالجانب المهني وقطاع الأعمال ، وشهاداتهم العليا حيث أن أن أكثر من 50% من شعب لينكند لديهم شهادات جامعية .
تتفوق دول عالمنا الموازي (الشبكات الاجتماعية) على العديد من دول العالم بما تمتلكه من منظومات ، اقتصادية ، وإعلامية ، وتكنولوجية ، بل وتجسسية . كما تتميز دول العالم الموازي بمراكزها البحثية الضخمة ، وإنجازاتها المبهرة والمستمرة ، فسكان تلك الدول اعتادوا على الجديد والتجديد ، فكل عام تفتح لهم حكوماتهم آفاق أرحب من ذي قبل .
أما عن توزيع السكان في دول ذلك العالم فسنذكر الدول الأبرز ، ونبدأ بدولة الفيس بوك التي
يصل عدد سكانها إلى 1.27 مليار نسمه .
ويصل سكان دولة تويتر إلي 500 مليون نسمه .
ويصل عدد سكان دولة قوقل بلس إلى 500 مليون نسمه .
ويصل عدد سكان دولة يوتيوب التابعة لقوقل إلى 1 مليار نسمه .
ويصل عدد سكان دولة لينكند إلى 350 مليون نسمه .
ويصل عدد سكان دولة انستغرام إلى 130 مليون نسمه .
يُعامل زعماء دول عالمنا الإفتراضي كمعاملة الزعماء في العالم الحقيقي . فاستقبالهم في الدول يكون على مستوى الزعماء و رؤساء الوزراء . وكثيراً ما تعقد صفقات واتفاقيات بين إحدى دول عالمنا الإفتراضي ودول كبرى ، بل بين إحداهن وبين الكتلة الأوروبية مجتمعة ، كالاتفاقية التي وقعت مؤخراً بين قوقل والاتحاد الأوربي .
أما عن قوتهم المالية ومواردهم الاقتصادية ، فلا أظنها تخفى على أحد . فدولة قوقل على سبيل المثال ، كثيراً ما نسمع عن صفقاتها المليارية ، وأرباحها الربع سنوية المليارية أيضاً .
تليها دولة الفيس بوك ، كقوة اقتصادية كبرى بين دول العالم الموازي ، ثم يأتي بعدها وبفارق كبير باقي دول عالمنا الموازي .
سنقف هنا ونقطع الحديث عن ذلك العالم ، وسننطلق بسرعة الضوء لنقطع الفجوة الكبيرة التي تفصلنا بين العالم الموازي العالم الصغير الذي سندلف له الآن ؟!
عالمك أنت ، عالمك الخاص . لكل شخص أحلام وطموحات ، يسعى لتحقيقها ويبذل في سبيلها الغالي والنفيس . وكل ما سبق من حديثنا كان الهدف منه الإيحاء لك بأنك تعيش في عصر الفرد الذهبي . عصر توافرت فيه الأدوات لك لبناء عالمك الخاص . فالشبكات الاجتماعية التي تحدثنا عنها صنعها طلاب جامعات ، طلاب كانوا لا يملكون من المال سوى مصاريفهم الجامعية شباب طموح استطاع في بضع سنوات ، بناء كيانات كبرى ، شباب استطاع تحقيق بل تجاوز أحلامهم .
قد تقول إن البيئة والمحيط في الغرب يختلف عنه في الشرق (العالم العربي) ، فما يمكن بناءه هناك يستحيل تكراره أو الإتيان بمشابه له هنا . صحيح قد يختلف المحيط والبيئة ، لكن الأدوات والإمكانيات متاحة لنا كما هي عندهم ، فمن خلال الثورة التقنية الهائلة التي نعيشها تستطيع أن تعمل الكثير والكثير ، اليوم هو يوم الفكرة والمهارة ، من يملك فكرة مميزة يستطيع أن اليوم أن يترجمها على أرض الواقع ، صحيح ستواجهه الكثير والكثير من العقبات وهذا طبيعي جداً ، وإمكانية التغلب على العقبات في ظل ما نشهده من تقدم كبيرة جداً ، فالناس الآن بدأت تسوق لأفكارها ومشاريعها خارج حدوها وتحقق نجاحات مذهلة .