..|| الـّزم الـباَب حتْى تلّجه } ~

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

نحـرص على زينتنا من الخارج حتى نظهر بأحلى حلة ومنظر

نقف إمام المرايا لساعات وساعات نرتب أنفسنا ونزين ذاك الوجه ونرتب ذاك الهندام

ولــكن حقيقية قد نسيني أن نزين ما هـو الأهم الذي يعكسه ذاك الوجه الذي نهتم به }


كل شي هـو لا يتم إلا بعد أعداده فالـبيت حين نبنيه لابد له من أساس قوي القاعدة

هـي أهم مافي البيت تـحفر وتبنى لأيام وتأخذ وقت وجهد وكلما كانت هي قوية

كان البناء كله قوي وغير هش هذا من الخارج إما الداخل البيت حين يقوم

ذاك البيت دون قاعدة ولا دستور لا يوجد ما يردعها ولا يوجها قبطان البيت

هـو هـش فالبيت مصيره السقوط .. وهكذا ..


حين يقرر الشاب الزواج هل يتزوج هكذا في يوم وليلة ؟!

بالطبع لا لابد وأن يتجهز من كل النواحي لكن أظن إن اغلب الشباب يتجهز

شكلياً وينسى الأهم يجهز الغرفة أو البيت ويصب كل جهده في التزين حتى يقال

غرفة فلان ما أجملها وتحتل الصدارة في ذاك الخريف..


لـكن هناك شي هـو أولى بالتزيين والتزكية فان زين وأعد أعداد جيد

وبني بناء صلب له أسس وقاعدة فكل شي بعدها يصلح ويضمن الفلاح والسعادة وكل خير في الداريين ..

الـقلوب جذر الأمـانة وضعت له جذور في الأرض تبدأ بالنمو لتكبر شي فشي

فتسقى بالقـران والسنة ..

والعمل والمثابرة والمتابعة ..


فالجذور موجودة في كل قلب كما أن كل مولود يولد على فطرة والمؤثرات هي التي

تؤثر عليه القلوب هي كذلك أذا لم تنمى تلك القلوب والجذور وتسقى بالأساس

من أعمال الخير والبر والطاعة فلن يظهر ملامح ذاك الدين ...

فتجد أكـثر الناس بقراء ويستمع للقران وأحاديث النبي لكنه لا يتأثر لا يتغير

لا يتبدل وكأنه صخـر أو قلبه ميت فالقلوب قد سقيت بغير الله فباتت خـربة

وفارغة وخواء كالبيت القديم الذي بات مسكن للجن والشياطين تحتاج إلى

علاج وعلاج سريع تحتاج إلى أعادة بناء من جديد وتغسل وتطهر

من الآثام والمعاصي وتزود بالتقوى والطاعة
..
فكما نحرص على زينة الجسد فلنحرص على تزيين القلب بما يفيده ..

فالقلوب هي هشة ضعيفة أي عارض وان كان بسيط يؤثر عليها

هي تماما كالجسد كيف إن إذا لم يهتم به بالتغذية الجيدة يصبح بل

مناعة كل فيروس وكل مكروب يؤثر عليه القلب هو كذلك إذا

لم يحصن فيصبح بل مناعة فأي شبهه تسقطه

العلاج سهل وبسيط فإذا كان الإنسان صادقاً

في العلاج فليحرص على إن لا يلجئ إلا لطبيب الشافي

الله عزوجل ...

يذكر أن أحدهم ذهب إلى حلاق فجلس وعادة الحلاقين الحديث

فكان الحلاق يقول لرجل لايوجد هنا ربّ ولا يوجد شي اسمه الله

فغضب الرجل وسأل لماذا ؟ قال إذا كان هناك رب فلماذا هناك ضعيف

وفقير وسعيد وشقي إلا يعدل الله ؟ فلم يرد عليه الرجل فحين خرج إذا برجل

أمامه أشعث اغبر فنادي الحلاق ياترى إلا يوجد حلاق ليحلق لهذا الرجل الأشعث ؟

فقال بلى إنا هنا ولكنه لم يأتي إلي وهكذا الرب موجود في كل وقت لأتخفى عليه خافية

من يذهب إليه يأتيه هناك من يعرف إن الله هو سبب وجودنا وسعادتنا وحين نلزم بابه

فسنضمن السعادة والراحة والرزق لكن لا يلج الباب إلا من يلزمه فكم من أناس

يلزمون أبواب المكاتب والدوائر الحكومية شهور وسنين ولا يلاجونها إلا يعد ذل وهوان

ولانهم لزموا ذاك الباب فولجوه ..

ويحكى إن رجل خرج من بيته كان مهموم فمر بامرأة تضرب ابنها الصغير

ثم أغلقت عليه الباب ودخلت فظل الصغير يدق الباب ويدق ويدق الى ان فتحت

قالت له أيا ترى لو انك لم تعصني أكنت أطردك وهكذا الله يحب إن يلح العبد عليه

وان يلزم بابه ويطرقه مرات ومرات حتى يلج الباب




وكذلك أمر يغفل عنه أغلب الناس لكن من يعرف والله ليندم انه لم يتعلمه في حياته

ولم يذقه إلا متأخر عبادة من أجل العبادات شي لا يوصف ولها لذة وطعم عبادة الخلوات

شي لا تحسه إلا متى ما صفى القلب وزين بالطاعات والعبادات ..

ويقال من شروط الذكاء والفطانة إن يحرص الإنسان على تعلم طب هو ليس حكر

على أحد بل هو لكافة الناس طب القلوب والأبدان وكتاب ابن القيم كافي وشافي

فالطبيب الحقيقي لا يعالج الجرح بل يعالج ما سبب الجرح ابن القيم يقول في كتابه

من لم يعالج من الداخل فلم يعالج ..


فكلنا يعلم بسقمه ويعي العلاج لكن يحتاج إلى عمل ويقين ..


فالقلوب إذا صفت صفت باقي الجوارح وصفت الحياة والدنيا

فيظهر الأيمان الحقيقي وتزهو العبادات وتسمو نحو العلى

فتربط كل شي بالله كل ما يحدث تربطه بالله وتبدأ تتفكر في خلق الله

وتتأمل الكون فتزداد إيمان وطاعة فيزاد العمل ..

أبو سفيان كان يتأمل السماء فاغشي عليه لان القلب صافي

نقي لا يوجد فيه شوائب أو عوارض فيتأمل بقلبه وعقله قبل بصره..

ابوالدرداء كانت عبادته التفكر والتأمل في خلق الله ..


وهكذا تتدرج النفس المؤمنة وكل شي هو أساسه القلب بعد إن يصفى

وزينت بالأساس بالطاعة وبحب الله وتأمل والتفكر وقبلها قد لزمت باب الله

فتسمو تلك النفس فيهبها الله فراسة لتسلك الطريق الصحيح في الحياة وفي كل

أمور من اختيار الصحبة والعبادات وأهميتها...